سورة الفتح - تفسير تفسير السيوطي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الفتح)


        


{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9)}
أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {إنا أرسلناك شاهداً} قال: شاهداً على أمته وشاهداً على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أنهم قد بلّغوا {ومبشراً} يبشر بالجنة من أطاع الله {ونذيراً} ينذر الناس من عصاه {ليؤمنوا بالله ورسوله} قال: بوعده وبالحساب وبالبعث بعد الموت {وتعزروه} قال: تنصروه {وتوقروه} قال: أمر الله بتسويده وتفخيمه وتشريفه وتعظيمه، قال: وكان في بعض القراءة {ويسبحوا الله بكرة وأصيلا}.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه: {ويعزروه} قال: لينصروه {ويوقروه} أي ليعظموه.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وتعزروه} يعني الإِجلال {وتوقروه} يعني التعظيم يعني محمداً صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وتعزروه} قال: تضربوا بين يديه بالسيف.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله: {وتعزروه} قال: تقاتلوا معه بالسيف.
وأخرج ابن عدي وابن مردويه والخطيب وابن عساكر في تاريخه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {وتعزروه} قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه «ما ذاك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال:لتنصروه».
وأخرج ابن مردويه عن عكرمة رضي الله عنه قال: كان ابن عباس يقرأ هذه الآية {تؤمنون بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً} قال: فكان يقول: إذا أشكل ياء أو تاء فاجعلوها على ياء فإن القرآن كله على ياء.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه في قوله: {ويسبحوه} قال: يسبحوا الله، رجع إلى نفسه.
وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن هرون رضي الله عنه قال: في قراءة ابن مسعود {ويسبحوا الله بكرة وأصيلاً}.
وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه أنه كان يقرأ {ويسبحوا الله بكرة وأصيلاً}.


{إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)}
أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {إن الذين يبايعونك} قال: يوم الحديبية.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {إن الذين يبايعونك} قال: هم الذين بايعوه زمن الحديبية.
وأخرج ابن مردويه عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال: كانت بيعة النبي صلى الله عليه وسلم حين أنزل عليه {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله} الآية فكانت بيعة النبي صلى الله عليه وسلم التي بايع عليها الناس البيعة لله والطاعة للحق. وكانت بيعة أبي بكر رضي الله عنه بايعوني ما أطعت الله، فإذا عصيته فلا طاعة لي عليكم. وكانت بيعة عمر بن الخطاب رضي الله عنه البيعة لله والطاعة للحق. وكانت بيعة عثمان بن عفان رضي الله عنه البيعة لله والطاعة للحق.
وأخرج عبد بن حميد عن الحكم بن الأعرج رضي الله عنه {يد الله فوق أيديهم} قال: أن لا يفروا.
وأخرج أحمد وابن مردويه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في النشاط والكسل، وعلى النفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أن نقول في الله لا تأخذنا في الله لومة لائم، وعلى أن ننصره إذا قدم علينا يثرب، فنمنعه مما نمنع منه أنفسنا وأزواجنا وأبناءنا، ولنا الجنة، فمن وفى وفى الله له، ومن نكث فإنما ينكث على نفسه.


{سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (11)}
أخرج عبد بن حميد عن جويبر رضي الله عنه في قوله: {سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا} قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم حين انصرف من الحديبية وسار إلى خيبر تخلف عنه أناس من الأعراب فلحقوا بأهاليهم، فلما بلغهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد افتتح خيبر ساروا إليه، وقد كان الله أمره أن لا يعطي أحداً تخلف عنه من مغنم خيبر، ويقسم مغنمها من شهد الفتح، وذلك قوله: {يريدون أن يبدلوا كلام الله} يعني ما أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن لا يعطي أحداً تخلف عنه من مغنم خيبر شيئاً.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {سيقول لك المخلفون من الأعراب} قال: أعراب المدينة جهينة ومزينة استنفرهم لخروجه إلى مكة، فقالوا: نذهب معه إلى قوم جاؤوه فقتلوا أصحابه فنقاتلهم في ديارهم، فاعتلوا له بالشغل، فأقبل معتمراً فأخذ أصحابه أناساً من أهل الحرم غافلين فأرسلهم النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك الأظفار ببطن مكة، ورجع محمد صلى الله عليه وسلم فوعد مغانم كثيرة فجعلت له خيبر، فقال المخلفون: {ذرونا نتبعكم} وهي المغانم التي قال الله: {إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها} وعرض عليهم قتال قوم أولي بأس شديد فهم فارس والمغانم الكثيرة التي وعدوا ما يأخذون حتى اليوم.

1 | 2 | 3 | 4 | 5